تاريخ دير سانت كاترين بجبل سيناء
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تاريخ دير سانت كاترين بجبل سيناء
دير سانت كاترين... سياحة في قلب الأماكن المقدسة
نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي
حينما تزور هذا المكان تشعر وكأن قدميك قد وطأت أحد الأماكن المقدسة أو أنك تقوم برحلة سياحية في العهد القديم ترى فيها خط سير بنى إسرائيل وقت خروجهم من أرض مصر وبالتحديد رحلة الخروج من سيناء إلى أرض كنعان والمراحل التي مروا بها تفصيلا حتى الذهاب إلى أرض الموعد... ترى جبالاً شاهقة الارتفاع تنطق أشكالها وتناسقها الخلاَّب بعظمة الخالق كما ترى الكنائس الأثرية والجسد المقدس لشفيعة الدير القديسة كاترين والتي يحمل المكان كله اسمها تقديراً لعظمتها واستشهادها من أجل اسم السيد المسيح.
يقع دير سانت كاترين الأثري في محافظة جنوب سيناء بمنطقة جبلية وعرة المسالك أسفل جبل سيناء، ويعتبر بناء الدير أشبه بحصون القرون الوسطى، وسوره مشيد بأحجار الجرانيت وبه أبراج في الأركان ويبلغ ارتفاع أسواره بين 12 و15 متراً، وللدير سور عظيم يحيط بعدة أبنية داخلية بعضها فوق بعض تصل أحياناً إلى أربعة طوابق تخترقها ممرات ودهاليز معوجة، أما المدخل الوحيد للدير فكان عبارة عن باب صغير على ارتفاع 30 قدم وقد صمم لحماية الدير من الغرباء والدخلاء.
يتبع الدير الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية حيث تقام معظم الصلوات والطقوس باللغة اليونانية المصحوبة برموز عربية ويعتبر الدير مزاراً سياحياً كبيراً، حيث تقصده أفواج سياحية من جميع بقاع العالم إضافة إلى زيارة عدد كبير من المصريين من الأقباط والمسلمين، ويعود بناؤه إلى القرن الرابع الميلادي عندما أمرت الإمبراطورة هيلانة أم الامبراطور قسطنطين في عام 342 م ببناء دير يحوي كنيسة عرفت باسم كنيسة العذراء عند موقع الشجرة المقدسة "العليقة" وفى القرن السادس الميلادي أمر الامبراطور جوستنيان ببناء كنيسة في نفس هذه البقعة عرفت باسم كنيسة التجلي ليحوي رفات القديسة كاترين
مكونات الدير
الكنيسة الكبرى أو كنيسة التجلي وتقع في الجزء الشمالي من الدير، وهى مشيدة على طراز "البازيلكا" الذي كان شائعاً وقت بنائها عام 527م، وقد عرفت في عصر الامبراطور جوستنيان باسم كنيسة التجلي، وبداخل الكنيسة صفان من الأعمدة مجموعها 12 عموداً تمثل شهور السنة، وعلى كل جانب يوجد 4 هياكل يحمل كل منها اسم أحد القديسين، وفى صدر الكنيسة توجد قبة محلاه بالفسيفساء، تعتبر أهم ما في الدير، حيث أنها من أشهر الفسيفساء المسيحية في العالم كله، وتمثل مشاهد من العهد القديم والعهد الجديد، والمنظر الرئيسي فيها يمثل السيد المسيح في الوسط وعلى يمينه العذراء وعلى يساره موسى، بينما بطرس مستلقياً عند قدميه وفى مدخل الكنيسة يوجد التابوت الذي وضعت داخله بقايا جسد القديسة كاترين داخل صندوقين من الفضة، في أحدهما جمجمة القديسة وفوق الصندوق تاج من الذهب المرصع بالأحجار الكريمة ويحتوي الآخر على يدها اليسرى، وقد حليت بالخواتم الذهبية والفصوص الثمينة.
كنيسة العليقة ويعتقد أنه المكان الذي كلم فيه الرب موسى ويوجد خلفها هيكل شجرة العليقة المقدسة ويقال أن البعض حول زرع نبتة الشجرة خارج الدير ولكن هذه المحاولات باتت جميعها بالفشل وأنها لا تنمو في أي مكان آخر خارج الدير.
مكتبة للمخطوطات ويقال أنها ثاني أكبر مكتبات المخطوطات بعد الفاتيكان وتضم 3 آلاف مخطوط باليونانية والعربية والقبطية من بينها نسخة نادرة للكتاب المقدس ترجع إلى القرن السادس ونسخة لأعمال الرسل بخط كوفي ترجع إلى التاسع الميلادي.
يضم الدير معصرة لاستخراج الزيت من الزيتون، وبئر ماء ومخزن قديم للطعام وحوله حديقة واسعة بها حجرة يتم فيها جمع رفات الرهبان.
كنيسة صغيرة في أعلى جبل موسى يصعد إليها الزائرون وعلى مقربة منها مسجد صغير.
توجد بالدير (معضمة) تحوي رفات جميع الرهبان الذين عاشوا في الدير
احتفالية الدير السنوية
وسط أجواء إيمانية يملأُها الخشوع والمحبة يحتفل دير سانت كاترين في يوم الثامن من ديسمبر من كل عام بعيد استشهاد القديسة كاترين شفيعة ملايين المسيحيين في مختلف أنحاء العالم، تبدأ مراسم الاحتفال بصلاة العشية في مساء 7 ديسمبر ويتبعها قداس العيد في صباح اليوم التالي بحضور الأنبا داميانوس مطران دير سانت كاترين والذي يشارك يشارك فيه مجموعة كبيرة من أبناء الجالية اليونانية في مصر والعالم وعلى رأسهم السفير اليوناني في مصر وذلك بمشاركة عدد كبير من المصريين أقباط ومسلمين إضافة إلى مشاركة رسمية من القيادات الشعبية والمحلية في مدينة سانت كاترين.
يقام القداس باللغة اليونانية وفى نهايته تدق أجراس الدير ويزف المطارنة والأساقفة والقساوسة والشمامسة والشعب بالصلبان ويدور الموكب حول الأماكن المقدسة المحيطة بالدير مثل كنيسة العليقة التي رآها موسى النبي والوادي المقدس الذي تتشعب أسفله جذور العليقة، وبعد القداس يتم إخراج رأس وكف القديسة كاترينا ليتبارك بهما الحاضرون، وعلى هامش الاحتفال يقيم الدير مؤتمراً سنوياً يتناول أحد الموضوعات الدينية العامة المتعلقة بتراث الدير.
الدور الاجتماعي للدير
يحدثنا توني كازامياس المتحدث باسم الأنبا داميانوس عن الدور الاجتماعي والتنموي للدير في المنطقة المحيطة به فيشير إلى أن دير سانت كاترين يرعى أكثر من 5 آلاف بدوي يعيشون بجواره ويقدم لهم مساعدات مختلفة من ملابس وأطعمة وأدوية وإعانات مادية والمساعدة في توفير مصدر رزق للفقراء وعلاج المرضى منهم في اليونان على نفقة الدير كل هذا بالإضافة إلى دور الدير في تشغيل العمالة والتي تعتمد بشكل أساسي على السياحة الدينية هناك.
وأضاف كازامياس أنه لا توجد تفرقة في دخول الدير بين يوناني ومصري أو مسيحي ومسلم كما أن البدو المتواجدين هناك يقدمون خدمات عديدة للدير ويتعايشون مع رهبانه في محبة وسلام ويعبر هذا عن حب وتقدير للدير وساكنيه.
حياة القديسة كاترين
ولدت القديسة كاترين من أبوين مسيحيين غنيين بالإسكندرية في نهاية القرن الثالث الميلادي، وكانت والدتها تعلّمها منذ صغرها على محبة السيد المسيح، وتغذّيها بسير الشهيدات اللواتي كنّ معاصرات لها أو قبلها بقليل، وقد قدّمن حياتهن محرقة للَّه وتمسّكن بالإيمان حتى النفس الأخير، كانت كاترين مثابرة على الاطلاع والتأمل في الكتاب المقدس، ولما بلغت الثامنة عشر كانت قد درست اللاهوت والفلسفة على أيدي أكبر العلماء المسيحيين حينذاك، فعرفت بُطلان عبادة الأوثان وروعة المسيحية ولكنها لم تكن قد تعمّدت بعد، وفي إحدى الليالي ظهرت لها السيدة العذراء تحمل السيد المسيح وتطلب منه أن يقبل كاترين ولكنه رفض، فقامت لوقتها وتعمّدت.
مع اندلاع موجة من الاضطهاد في عام 307م حضر القيصر مكسيميانوس الثاني إلى الإسكندرية، وكان مستبداً متكبّراً يكره المسيحيين، يجد مسرّته في تعذيبهم والفتك بهم، فأمر من خلال منشور وزعه بتجديد الشعائر الوثنية بعد أن اهتزّت تماماً بسبب انتشار المسيحية ولم تخف القديسة كاترين بل كانت تشدّد المؤمنين وتقوّيهم، وأدركت بأن الاضطهاد سيحل على المؤمنين فاتخذت قراراً أن تتقدم لمكسيميانوس مندّدة بأصنامه وأوثانه، وفي يوم الاحتفال اخترقت الصفوف فدُهش كل الحاضرين إذ لاحظوا فتاة في الثامنة عشر من عمرها تخترق بكل جرأة وشجاعة الصفوف وتطلب مقابلة الإمبراطور، وبكل جرأة وقفت الفتاة أمام مكسيميانوس وقالت له: "يسرّني يا سيدي الإمبراطور أن أترجّاك أن توقف منشورك لأن نتائجه خطيرة"، ثم بدأت تتحدث باتزان وهدوء وبغير اضطراب.
ذهل القيصر من جمالها وشجاعتها واستدعاها إلى قصره وأخذ يعدها بزواجه منها، ولكنها رفضت، وبدأت تتحدث عن الإله الحي خالق السماء والأرض وتُهاجم العبادة الوثنية.
أجابها الإمبراطور أنه ليس ملماً بعلوم الفلسفة ليرد على كلامها، وأنه سيرسل لها علماء المملكة وفلاسفتها ليسمعوا لها ويردّوا عليها ويهدموا عقيدتها وأفكارها، بالفعل أرسل الإمبراطور إلى الفلاسفة الوثنيين ليحضروا اجتماعاً غير عادي لمناقضة هذه الشابة المغرورة، كما دعا كبار رجال البلاط والدولة للحضور، وفي الموعد المحدد دخل مكسيميانوس يُحيط به كبار رجاله في عظمة وعجرفة، ثم تم استدعاء الفتاة ودخلت في هدوء بغير اضطراب. استعدّت القديسة بالصلاة والصوم وتشدّدت بروح الله القدوس، ثم بدأت المناقشة بينها وبين الفلاسفة الوثنيين، وتحدّثت عن السيد المسيح وشخصه وعمله الخلاصي والحياة الأبدية والنبوات التي تحقّقت بمجيئه، كانت تتحدّث بكل قلبها، تحمل سلطاناً كما من السماء. واقتنصت القديسة كاترين قلوب الكثيرين، وكانت المفاجأة أن الفلاسفة طلبوا من الإمبراطور أن تواصل الفتاة حديثها، وأنهم يشعرون بأنها تُعلن عن الحق وأن عبادة الأصنام باطلة. انقلب الإمبراطور إلى وحشٍ كاسرٍ، وأصرّ على إيقاد أتون نارٍ يُلقى فيه العلماء والفلاسفة الذين خذلوه. فكانت القديسة تشجّعهم وهي تُعلن لهم بأن أبواب السماء مفتوحة وأن السمائيين بفرحٍ يستقبلونهم. تقدم الحراس وألقوا بالعلماء والفلاسفة في أتون النار
بعد ذلك شاهدت زوجة الإمبراطور رؤيا كأن كاترين جالسة على عرشٍ من نورٍ، وقد دعتها لتجلس بجوارها، ووضعت تاجاً على رأسها، وقالت لها: "سيدي المسيح يُهديك هذه الإكليل". فاستيقظت الإمبراطورة وطلبت من قائد السجن بورفيروس أن يأخذها إلى كاترين، ودهش الاثنان إذ نظراها قد شُفيت تماماً، وكانت تحدثهما عن خلاصهما وعن ملكوت السموات. تنبأت لهما القديسة بأنهما سيكابدان أقسى العذابات بعد ثلاثة أيام.
عاد الإمبراطور واستدعى الفتاة، وكان يتوقّع أنه سيتشفّى في هذه الفتاة التي أهانت كبرياءه عندما يجدونها في السجن جثة هامدة، لكن أشد ما كانت دهشته وغضبه عندما رآها بصحة جيدة، صار يلحّ عليها أن تقبل الزواج منه، فوبّخته بشدة لنقضه القوانين من أجل إشباع شهواته، فخرج غاضباً. وقرر أن تُربط الفتاة بحبال قوية يرفعوها على آلة بها عجلات تدور بحركة عكسية مزودة بأسنان حديدية، فعندما تبدأ العجلات تتحرك تحدث فرقعة مخيفة جداً فتضطر الفتاة إلى الاستسلام وعبادة الأوثان وإلا تموت فتقدّمت الفتاة بشجاعة دون اضطراب، وسلّمت جسمها لربطها بالحبال ورفعها لينزلوها على الأسنان الحديدية الحادة، لكن ما أن رفعوها حتى حدثت معجزة وامتدّت يد خفية قطعت الحبال ودحرجت القديسة على الأرض بعيداً عن الآلة، وإذ تقدم الجلادون محاولين رفعها ثانية خارت قواهم فسارت الآلة عليهم بأسنانها الحديدية فتقطّعت أجسامهم وماتوا.
آمن كثيرون عندما شاهدوا ما حدث، أما الإمبراطورة فتقدّمت نحو زوجها ووبّخته في حضرة الجماهير على وحشيته، وأعلنت إيمانها بالسيد المسيح، فقد الإمبراطور صوابه عندما عرف أن زوجته وبورفيروس حارس السجن قد آمنا بالسيد المسيح، فأمر بتعذيبها وقطع رأسيهما.
تأثرت الجماهير حين رأوا الملكة وحارس السجن و200 من الجنود قد تقدموا للاستشهاد. وشعر مكسيميانوس بفشله في تعذيب الفتاة فأمر بقطع رأسها وتم ذلك في 25 نوفمبر سنة 307م، وبعد استشهادها بخمسة قرون رأى راهب في سيناء جماعة من الملائكة يحملون جثمانها الطاهر، ويطيرون به ويضعونه بحنان على قمة جبل في سيناء، انطلق الراهب إلى قمة الجبل فوجد الجسد الطاهر كما نظره في الرؤيا، وكان يشع منه النور، فحمله إلى كنيسة موسى النبي، ثم تم نقل الجسم المقدس بعد ذلك إلى كنيسة التجلي في الدير الذي بناه الإمبراطور جوستنيان في القرن السادس، وعُرف الدير باسم دير سانت كاترين
بحبك يا رومانى- المساهمات : 205
تاريخ التسجيل : 15/09/2008
رد: تاريخ دير سانت كاترين بجبل سيناء
شكررررررا كتير ليك على الموضوع المفيد
بافلى- المساهمات : 16
تاريخ التسجيل : 19/09/2008
رد: تاريخ دير سانت كاترين بجبل سيناء
مرسى ليك اخويا بافلى
بحبك يا رومانى- المساهمات : 205
تاريخ التسجيل : 15/09/2008
موضوع جدير بالنشر
الأخ الفاضل
شكراً لمجهودك ولكنوزك
سنحاول نشر هذا الموضوع على صفحات مجلة ينبوع الرجاء
فى أقرب وقت
شكراً لمجهودك ولكنوزك
سنحاول نشر هذا الموضوع على صفحات مجلة ينبوع الرجاء
فى أقرب وقت
رد: تاريخ دير سانت كاترين بجبل سيناء
ميرسى ليك اخويا ادمن لمرورك
بحبك يا رومانى- المساهمات : 205
تاريخ التسجيل : 15/09/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى