مجلة ينبوع الرجاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الجندى الشجاع

اذهب الى الأسفل

الجندى الشجاع Empty الجندى الشجاع

مُساهمة  مينا قديس الجمعة 10 أكتوبر 2008, 05:27

فرحين في الرجاء صابرين في الضيق مواظبين على الصلاة
(رو 12 : 12)
الجندي الشجاع
سأل الصبي أرساني والده: "لماذا يسمح اللَّه بالتجارب؟ هل يُريدنا اللَّه متألمين؟ ألا يَود أن نفرح ونتهلل؟"

أجاب الوالد: "خلقنا اللَّه لكي نُسر ونفرح، مُقدمًا لنا كل شيء. لكننا إذ نُسيء استخدام الحياة السهلة المملوءة بالبركات الزمنية والخالية من الضيق، يسمح لنا بالألم إلى حين، لكي يرفع قلبنا إلى حياة أبدية مجيدة مملوءة فرحًا وتهليلاً".

سأل أرساني: "كيف هذا؟"

أجاب الوالد: "سأروي لك قصة يونانية قديمة مشهورة".

لاحظ أنتيجونسAntigonus أن جنديًا مملوء غيرة وشجاعة، في كل معركة يختار أكثر المناطق خطورة ليذهب بكل شجاعة ويُحارب بكل قوة. كانت تصرفاته تُلهب زملاءه ورؤساءه بالجهاد الجاد بلا رخاوة، وراء كل نصرة يحققونها.

أُعجب أنتيجونس بالجندي فاستدعاه وشكره على شجاعته، وكشف له عن إعجابه بأمانته لوطنه. أما هو فقال له: "إني أحب وطني واشتهي الموت من أجله". سأله انتيجونس إن كان يطلب منه شيئًا، فشكره الجندي دون أن يسأل شيئًا. وفي نهاية الحديث قال له الجندي إنه مُصاب بمرضٍ خطير، وأنه يترقب موته بين يومٍ وآخر. إنه يُعاني من الآم شديدة.

كانت آلامه تدفعه للعمل في المعارك فلا يهاب الموت،

الذي حتمًا قادم بسرعة، إن لم يكن بسبب المعركة فبسبب المرض.

قدّم أنتيجونس الجندي لأحد أطبائه الماهرين جدًا. وبعد شهورٍ قليلةٍ إذ قامت معركة لاحظ أنتيجونس اختفاء الجندي من المعركة... وبعد أن تمت النصرة سأل عن الجندي لعلَّه قد مات.

قيل له: إنه لم يمت، لكنه قد شُفي تمامًا على يديّ طبيبك الماهر.

وبعد شفائه صار حريصًا على صحته وعائلته وراحته، فصار يتهرب من المعارك.

حزن أنتيجونس على الجندي الذي كانت الالآم تملأه شجاعة فلم يكن يخاف،

وعندما شُفي فقد شجاعته وأمانته في عمله معه.

V مرحبًا بالآلام التي تسمح بها لي يداك،

إني أُسر بالضعفات.

إنها رصيد حُبي لك.

هي سند لي في غربتي.

V آلامي هي مجد لي،

مادمتَ تحملها معي.

خلالها يلذ لي الحديث معك!

V مرحبًا بالآلام التي تفتح لي بابًا في السماء.

خلالها أتمتع بشركة آلامك،

واختبر قوة صليبك،

وأنعم بمجد قيامتك.

من كتاب أبونا تادرس يعقوب

مينا قديس

المساهمات : 3
تاريخ التسجيل : 10/10/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى