أعطيتكم مثالاً
صفحة 1 من اصل 1
أعطيتكم مثالاً
إن كنت وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض(يو 13: 14 )
جاءت الليلة الأخيرة، الليلة التي أُسلِمَ الرب فيها، والصليب قد ألقى بظله على طريقه، فإن "ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم إلى الآب"، ومرة أخيرة كان سيصنع الفصح مع تلاميذه الأحباء. ولكنه قبل أن يشترك في الوليمة، قام عن العشاء وخلع ثيابه واتَّزر بمنشفة، ثم صبَّ ماء في مِغسل وانحنى أمام كل واحد من التلاميذ ليغسل أرجلهم. وماذا كان الدافع لعمل التواضع هذا من قِبَل رب المجد؟! .. لقد أكمل العبد الكامل خدمته بالتمام (خر21)، وكان في إمكانه أن يخرج حُراً. فلماذا لم يخرج؟ لقد أراد أن يكون لأحبائه نصيباً معه. لقد قَبِلَ العبد الكامل الأمين أن تُثقب أذنه فيكون عبداً إلى الأبد. كان مُزمعاً أن يترك خاصته، ولكنه قبل ذلك حرص على أن يُريهم ماذا ستكون مشغوليته الدائمة وهو في السماء في الوقت الذي فيه تلاميذه ما زالوا يعبرون السبيل في الأرض. كان سيطهرهم يوماً فيوماً من النجاسة المتعلقة بالطريق. فبدون الطهارة والقداسة لا يمكن أن يكون لنا نصيب وشركة معه.
إن قلب مخلصنا المحبوب لم يتغير منذ تلك الليلة المشهورة. واليوم أيضاً ما يزال يقوم كل يوم بعمل التطهير لكل واحد من خاصته، وكذلك عمل الشفاعة "إلى المنتهى" و"إلى التمام" (عب 7: 25 ). لقد انحنى حتى يمكن لنا أن نتمتع بالشركة المباركة معه التي بدونها لم يكن ممكناً أن نعرفها.
ولكن إن كان قلبه لم يتغير، فإن النصيحة التي تركها لخاصته في تلك الليلة هي هي اليوم: "حتى كما صنعت أنا بكم تصنعون أنتم أيضاً" (يو 13: 15 ). نحن أيضاً؟! .. نعم، نحن أيضاً المؤمنون، علينا أن ننحنى ونجثو ونغسل أرجل إخوتنا بكل تواضع ومحبة بأن نقدم لهم كلمة الله التي هي وحدها "الماء" الذي يطهر، حتى إذ يوبَّخون منها، يرجعون إلى الرب ويجدون مرة أخرى نعمته ورحمته اللتين تغفران وتُباركان. فلنتأمل هذا المثال الكامل، ولنتشبع بالروح الذي ينعش قلبه، ولنتذكر صبره من نحونا، وحينئذ إذ نعرف محبته معرفة أفضل، نستطيع بصورة أحسن أن نتمم وصيته "كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضاً بعضكم بعضاً" (يو 13: 34
بحبك يا رومانى- المساهمات : 205
تاريخ التسجيل : 15/09/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى